قال د. شوقى علام مفتى الديار المصرية ، "نتألم كثيرًا لفقد أبنائنا وشبابنا فى تلك الحوادث الغاشمة التى جثمت على الصدور، ومع ألمنا فإننا أقوياء لم نضعف، ولم يصبنا الملل، ولن نكل فى المداومة على بيان صحيح الدين، ما دام القلب فيه من النبض إلى أن يأذن الله، وإلى ذلك الحين فنحن فى قوة كبيرة والإرهاب فى ضعف شديد، والحق يبقى والباطل يزول، وكل المحاولات التى كانت سابقا ضد الإنسانية إنما باءت بالفشل، وإن كانت قد حصدت بعض الأرواح، ولكن الحقيقة هى التى تبقى والحق هو الذى يظهر ويستقر».
وأضاف فى كلمته بندوة تفنيد الدعاوى المتطرفة تحت عنوان «الدعاوى المتطرفة ودورها فى تفتيت الأمة ووحدتها»، والتى عقدتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف، بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة الأزهر، أن «ما نحن فيه اليوم منذ الجمعة الماضية مرورًا بكمين الهرم إلى الكنيسة البطرسية وإلى الشيخ زويد، هو نتيجة للفتوى المغلوطة، والفتوى خطرة لأنها تحرك الغلاة ضد المجتمع، فالذى حدث هو نتيجة لتلك المفاهيم المغلوطة وبالتالى أربكوا مشهدنا , ففهمهم سقيم وحولوا فهمهم إلى أوهام وضلالات فنسبوا إلى القرآن ما لم يقل به قط، وواجبنا أن نبين الأحكام الشرعية فى صورتها الصحيحة، فمنهج الإرهابين على خطأ وليس على صواب».
وتابع فى كلمته التى حملت عنوان «تفسير التنظيمات الإرهابية المغلوط لبعض آيات القرآن الكريم» " أن هؤلاء لا يستطيعوا أن يقدموا خطابًا رشيدًا منضبطًا بالقواعد العلمية، وكفروا وقتلوا تحت مسمى التكفير، وهو أمر طبيعى أن بعد التكفير يأتي التفجير وقطع الرقاب والقتل، وأن هؤلاء لديهم خلل فى فهم القرآن الكريم"، موضحًا أن هؤلاء لم يأخذوا من القرآن إلا أية السيف وتركوا الرحمة و العدل وغيرها، ولقد أخطأوا خطأ فاضحا فى التعامل مع السنة النبوية، مشيرًا إلى أن هؤلاء لم يفرقوا بين الاستمعال الحقيقى والمجازى، ولم يفهموا قواعد اللغة واقتطعوا الأحاديث من سياقها، لافتًا إلى أن كلمة الجهاد شوهت من قبل المتطرفين، وجعلوا الجهاد غاية ونحن نفهمه على أنه وسيلة كما أنهم جعلوا قرار الجهاد والحرب بأيديهم وهو قرار لولى الأمر.
واستطرد قائلًا أن «الجماعات الإرهابية لا تقتنع بوجود دولة وتعمل على إنشاء كيانات موازية، وتعمل على إنهاك البنية التحتية للدولة وسياسة قطع الرؤس، مشيرًا إلى أن القانون المصرى لا يخالف الشرع الشريف فى مجمله، فنحن أمام مجتمع مؤمن يطبق شرع الله ويطبقه تطبيقا صحيحًا.
و في كلمته أشار د. محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر و عضو هيئة كبار العلماء ووزير الاوقاف الأسبق , إلي أن الضد يظهر الحسن موضحا أن هذه الموجات السوداء من التطرف التي طفت علي وجه الإسلام كله ,أنتجت علي الضفة الآخري تغول لتيارات تتمني أن تجد في الإسلام مطعن , وأن مثل هذه التيارات المتطرفة قدمت لهم ذلك علي طبق من ذهب.
وأكد القوصي أن مايخلفه أمثال هؤلاء من مشاهد قتل ودمار في نفسية الأطفال وغيرهم , إنما أمر شديد السوء ويحتاج لوقت طويل لإصلاح هذه الصورة المغلوطة لديهم , ودعا في ختام كلمته الجميع إلي أن التمسك بصورة الإسلام التي رسمها لنا رسولنا الكريم الذي جاء رحمة للعالمين , وأن نظهر قيم الإسلام من رحمة ولطف ورفق بجميع المخلوقات .
وقال د. ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى القيادى السابق والمنشق عن الجماعة الاسلامية أى رجولة وشهامة ودين يبيح لك أن تفجر أطفالا ونساء يتعبدون فى أماكن عبادتهم؟!, موضحا أن الإسلام أمر بعدم قتل الأطفال والنساء والمسنين فى حالة الحرب، فما بالنا بغير حرب، وأن الإسلام لا يمكن أن يناقض نفسه، وكل الأنفس معصومة، ولم يقل: من قتل مسلمًا بل قال: نفسًا، والأصل فى النفوس العصمة، ومهمة المسلمين ليست القتل بل الإحياء، وهناك إحياء مادى ومعنوى، فالإسلام لم يأتِ ليفجر الأكوان والناس بل جاء للإحياء. وأكمل " أن التكفير أسوأ لوثة أصابت العقل المسلم وأن أى جماعة تضع التكفير بند من بنود فكرة ولو لفرد واحد يقع فى العنف وهذه حتمية واقعية عاجلا او آجلا .
و استطرد إبراهيم مؤكدا " أن التكفير والتفجير وجهان لعملة واحدة ..أما التكفير فهو نفس أحرف التفكير ، والله تعالى أمرنا بالتفكير وكل أمة وجماعة تترك وتقيد أبناءها بطريقة فجة لابد يقعوا فى التكفير وحينما ينطلقوا فى التفكير لن يحدث تكفير .
وأكد إبراهيم أن أسوأ قاعدة وضعتها الجماعات التكفيرية هى " من لم يكفر الكافر فهو كافر" , موضحا أن المسلم مهمته أن يكون داعي وليس قاضي , ومهمتنا كمسلمين هداية الخلائق وترغيب الناس فى الحق ثم بعد ذلك نحن دعاة لا ولاة ومسؤوليتنا عما نستطيع من فعل الخير, فكما أن لكل فرد وسع فى تطبيق الشريعة فلكل فرد وسع المعلوم من الدين بالضرورة يختلف من زمان لزمان ومن مكان لمكان مهمتك مهمة الفرد وليس الحاكم وشدد في ختام كلمته على رفض الشريعة الإسلامية ترويع الأبرياء الآمنين والاعتداء على أنفسهم وممتلكاتهم دون وجه حق.
وقال الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، أن منهجية الإسلام تقول أن الصلح المجحف خير لنا من الانتصار الدامي، منوهًا أن النبي قبل الشروط الجائرة حقنا للدماء , مشيرا أن مثال للفتاوي الضالة هو ترويج البعض علي مواقع التواصل الاجتماعي بأن سورة الفتح تحث على القتل منوهًا أن صاحب المنطق السليم يرى أن هذه الدعوة ليس لها أسس حيث أن السورة نزلت بسبب صلح الحديبية وبعض العلماء سموها بسورة الصلح , لذا فانتزاع النصوص من سياقها ووضعها في غير موضعها و تأويلها ,إنما من احد أكبر الأسباب التي تؤدي إلي فوضي الفتاوي وبالتلي إلي التطرف.
وأضاف أن البعض علي مواقع التواصل الاجتماعي يروج بأن سورة الفتح تحث على القتل منوهًا أن صاحب المنطق السليم يرى أن هذه الدعوة ليس لها أسس حيث أن السورة نزلت بسبب صلح الحديبية وبعض العلماء سموها بسورة الصلح.
أدار الندوة الشيخ خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك بحضور عدد من الجاليات الليبية والسورية وبرلمان الطلبة الوافدين بالأزهر، كما شهدت الندوة فى بدايتها الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن.