أصدرت (ولاية خير) التابعة لتنظيم داعش الإرهابي مقطعا مرئيا جديدا تحت عنوان: «ولا تضروه شيئا»، ترسل من خلاله رسالة إلى العناصر التي انفصلت عن التنظيم، حيث يصف انفصالها وانقلابها على التنظيم وفرارها من المعارك وتسليم أنفسها للسلطات بأنه ردة عن الإسلام ونقض للبيعة، مؤكدا على أن ما يواجهه التنظيم من انتكاسات وهزائم ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، وأن التنظيم مر بمثل هذه الأحداث من قبل واستطاع التغلب عليها والتصدي لها والعبور منها.
قامت المنظمة العالمية لخريجيى الأزهر فى اطار دورها فى مواجهة الارهاب و تصحيح الافكار المغلوطة بالتعليق على المقطع المرئى عى النحو التالى :-
1-إصدار التنظيم لمثل هذا الفيديو في هذا التوقيت يدل على مدى الهزيمة والانكسار الذي يعانيه التنظيم مؤخرا أمام المواجهات الحازمة من جيوش المنطقة، والتي دعت كثيرا من أفراد التنظيم ومقاتليه إلى الاستسلام والتوبة وتسليم أنفسهم للسلطات والجهات الرسمية، وهو ما يدل على أن التنظيم في حالة احتضار تدفع به حتما إلى الهاوية.
2- وصف التنظيم لتوبة أفراده بأنها ردة عن الإسلام يدل على مدى الخلل الاعتقادي المتأصل في فكر التنظيم، الذي يرى نفسه ـ ونفسه فقط ـ ممثلا للإسلام، وأن من وافقه واتبعه فهو المسلم، ومن خالفه فهو كافر خارج من الإيمان، ويرى أن الانضواء تحت راية التنظيم هي علامة الإسلام والقبول عند الله، وهذا كله كلام ما أنزل الله به من سلطان، بل إن هذا التنظيم ينطبق عليه قول رسول الله ﷺ : «من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يخاف من مؤمنها ولا يفي بعهد لذي عهدها فأنا منه برئ» [رواه مسلم].
3- الفيديو مصنوع بدرجة عالية من التقنية وهذا يدل على أن التنظيم وإن انهزم فكريا وعسكريا إلا أنه لا يزال يحتفظ بقوته الإعلامية، وأنه يستطيع تقديم المواد المصورة بشكل قوي.
4-اشتمل هذا الفيديو على بعض اللقطات لمواجهات عسكرية، وعرض لبعض الجرائم الوحشية التي قام بها التنظيم. لبث الرعب والخوف خاصة بعد الهزائم المتكررة التي لحقت به في مختلف المناطق، كما يريد توجيه رسالة إلى أن هذه الهزائم التي يلقاها ما هي إلا أمر عادي لا يؤثر على قوته وكأنه ينهزم وينتصر سواء بسواء. كما أنه يقول لمخالفيه إنه لن يستسلم بسهولة ولن يتراجع.
5- اشتمل الفيديو على صور ومشاهد للألفة والمحبة بين العناصر الداعشية، وهذا دليل على أن التنظيم يواجه انقسامات وشقاقات داخلية حادة بين عناصره، وهو يحاول أن يسيطر عليها، بل ويريد إنكار وجودها، كما أنه يسعى للم شمل أتباعه، ولو لاحظنا جيدا سنجد الفيديو يشير وبكل وضوح إلى تقلص أعداد التنظيم وعدم وجود عناصر أجنبية بكثرة كما كان الحال في الفيديوهات السابقة للتنظيم، وهذا يؤكد ما نقوله.